الرئيسية
حسب البيانَ وحسب القولَ في الشعرِ
مدحُ الرسول وخيرُ الناس من قِدمِ
سالتُ قرائحُ من بالشعرِ قد نظموا
فيك القصائدَ ، ما وفوْك بالكلم
ما أنصفوك بمدحٍ إنهم بشر
فالشعر يعجز أن يُطري أبا الكرم
منْ نحن حتى نظن الشعر ياعجبا
يكفيك وصفا وهذا الشعر من نظم
من ظن أن مـــــــــدام البحر يكفينا
مدحا ووصفا لخير المرسلين عَمِي
من نحن إنك فوق الوصف والصور
بالله كيف بلـــــــــوغ الطين للنجم
فالشعر يعجز والأوصاف عاقرةٌ
هل يحمل الكأسُ أنهارا من النعم
فالعذر إن شـــــادني شعري بقافيةٍ
ميميةٍ من شَغاف القلب ملء دمي
فالحب أضحى كنهرٍ لست أملكه
فيضٌ تهادى من الوجدان للقلم
نسجٌ رقيقٌ من التبيان أغــزله
كالبردة الخضرا في زخرف النظم
لو جُمِّع الشعر ـ عين الشعرـ في المدح
مدح الرسول فما اجتازت سنا قلمي
فاليوم أثني على المحمود سيدنا
الصادق الوعدِ والهادي لذي الأمم
أنقى من الفجر يجلي نوره الشمسَ
بدر، هو النور نبع النــــور للظـُلـَم
فيه الشجاعة والأخلاق والأدب
عدل هو الصدق بين العرب والعجم
فيه الجلال وحسن الطبع قد كملا
فالله زكاه قبل الخلق من قدم
سبحانه الله أهدانا برحمته
من في هداه يسير الناس للقمم
بالدين ساروا وبالإيمان قد عبروا
كل الصعاب بنور الحق والسلم
هذا النبي بني صرحا دعائمه
بالحق راسخة في علم الضيم
قد حرر العقل من قيد الهوى أبدا
أمي علم كل الناس بالقلم
لما ولدت ـ حبيب الله ـ قد خمدت
نار المجوس وعرش الفرس لم يدمِ
سل ماء ساوة لما جئت هل بقي؟
أم غيض طوعا وتعظيما ومن ندم
فالكون أشرق والكهان في عجبٍ:
هذى بشائر أخر الرسل بالحرم
لما بُعثت هوى الطغيان واندثرت
أوثان قوم بغوا يعثون بالحُرم
من نور هديك قامت دولة العدل
قامت لتمحو ضلال الكون والغُيم
نالوا بهديك مجدا لايدانيه
مجد لقوم علوا من قبل للقمم
شادوا صروحا ببغداد وأندلس
من نبع هديك ساد العرب بالقيم
أهديتنا الرشد في الدنيا وسؤددنا
داما إذا ما دام الدين في الأمم
من نحن قبلك إلا ظلمة عُدِمت
نور الإله فكان الموت في الظلم
جبريل أُنزل بالفرقان منهجنا
دستورنا الحق يجلو ظلمة التهم
والجن قبلك أرخوا السمع واسترقوا
ما في السماء من الأخبار والحكم
ماجوا بكفر فهام الناس بعدهمُ
ضلوا فمن في الورى بالكفر لم يهم
حتى بعثت نبيا للورى رجمت
ـ يا منبع الفضل ـ كيد الجن بالنجم
ها قد تركت لنا القرآن دستورا
حبلا متينا وهديا غير منصرم
نعلو،وتسمو به الأرواح خاشعة
من غير جوْر فكل الناس في كرم
قد كان للرسل آيات وقد فنيت
أما هداك فباق غيرمنهدم
نوح ومرسى وعيسى من إمامهمُ
أنت الإمام لكل الرسل والأمم
إني أكاد أذوب اليوم في شعري
لما ذكرتك في الأشعار بالقلم
لما قصدتك بالإطراء في وجلٍ
زان القريضَ سناك العذبُ يا علمي
إنْ كنتُ قصرت في الإطراء لي عذري
فالحب فيضٌ جموحٌ غيرُ منتظم
